عرض المقال
كتم الأنفاس منجاة منكم
2013-03-10 الأحد
«كسّروا الأقلام هل تكسيرها
يمنع الألسن أن تنطق جهرا
اقطعوا الألسن هل تقطيعها
يمنع الأنفاس أن تخرج زفرا
اكتموا الأنفاس هذا جهدكم
وبه منجاتنا منكم.. فشكرا»..
هذا هو ردنا فى جريدة «الوطن» على من أحرق ودمر وخرب وراهن على أن ألسنة النار من الممكن أن تلتهم الروح والإرادة، سنظل نفضح البرابرة ونجرس التتار، إذا كسروا الأقلام فهناك اللسان وإذا قطعوا اللسان فلن يبتروا أنفاس الرفض وزفير المقاومة، وإذا كتموا الأنفاس فقد استراح الجسد وسلم الراية إلى من سيسقطهم حتماً لأن التاريخ لا يرحم البرابرة وتجار الشعارات وسماسرة الشعوب ومقاولى الأنفار وتجار المانيفاتورة الذين لا يتورعون عن التجارة فى أى شىء وبأى ثمن حتى الدين! مثلما قطعوا رأس طه حسين جاءوا ليحرقوا إحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين وهيكل ومهنا ومصطفى أمين ورموز الفكر والتنوير المصرى، هم يعشقون الظلام ويكرهون النور ويعادونه إلا فى حالة واحدة عندما يصدر عن نار تأكل الأخضر واليابس كالجراد الذى عشق سيرتهم فسكن مساحتهم الزمنية والمكانية والتهم الخضرة تاركاً للرمل الأصفر أن يزحف على العقول والقلوب والضمائر ويصحّرها، سنقول لكم كما قال أحمد مطر:
«وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
وقال: إنى راحل، ما عاد لى دور هنا، دورى أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة،
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه»..
بالفعل أنتم دوماً ترتدون أقنعة عليها ابتسامة متيبسة متحجرة مضبوطة الزوايا خالية من الروح والحياة وكأنها ابتسامة تمثال شمع، لقد نفد السولار من مصر إلا سولار مؤامراتكم، تضحكون على عقول الغلابة بأنكم وكلاء الله وأنتم وكلاء إبليس.
وسنظل نردد مع مطر شعره عن كبرائهم ومفتيهم حين قال:
«عادَ لِيُفتى:
هَتْكُ نِساءِ الأرضِ حَلالٌ
إلاّ الأَربعَ مِمّا يأتى:
أُمّى، أُختى، امرأتى، بنتى!
كُلّ الإرهابِ (مُقاومَةٌ)
إلاّ إن قادَ إلى مَوتى!
نَسْفُ بُيوتِ النّاسِ (جِهادٌ)
إن لَمْ يُنسَفْ مَعَها بَيتى!
الوسَطِيَّةُ: فِفْتى.. فِفْتى.
أعمالُ الإجرامِ حَرامٌ
وَحَلالٌ
فى نَفْسِ الوَقْتِ!
هِيَ كُفرٌ إن نَزَلَتْ فَوقى
وَهُدىً إن مَرّتْ مِن تَحتى!
وَالقاتِلُ مَن يَضَعُ الفَتوى
بالقَتْلِ..
وَليسَ المُستفتى».